تحالفات محامي الشمال تُربك خصوم المرده والمستقبل
ما إن إنتشرت أخبار التحالف بين تياري المرده والمستقبل في انتخابات محامي طرابلس والشمال لدعم المرشحة المحامية ماري تريز القوال من زغرتا، والمقررة الشهر المقبل، حتى ظهر الإرتباك والإضطراب في مواقف منافسيهما، لأن هذه الإنتخابات قد تؤسس (أو ستؤسس) للتحالف في الانتخابات النيابية المقررة في الربيع المقبل، وما ستتركه من تداعيات على جميع التيارات والأحزاب التي تلعب في ساحة الشمال اللبناني.
فوفق معظم المراقبين أن تحالف التيارين الأخضر والأزرق سيوصل القوال إلى رئاسة النقابة وبخاصة أن العديد من حلفاء المرده أمثال الرئيس نجيب ميقاتي والنائب فيصل كرامي لن يشكلا إزعاجاً لرئيس تيار المرده سليمان فرنجيه، ويقفا إلى جانب مرشح يدعمه مثلاً حزب القوات اللبنانية، في حين أن التيار الوطني الحر لا يتبنى مرشحاً بعينه، ومن المستبعد أن يتحالف مع القوات اللبنانية في هذا السياق.
وما أثار حفيظة مختلف الأحزاب والتيارات أن رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري قد حسم موقفه بالتحالف مع فرنجيه الأمر الذي يؤشر إلى إمكانية تحالفهما في الانتخابات النيابية، وهو الأمر الذي يحمل تداعيات بالغة الخطورة على الآخرين وبخاصة أن مواقف الحريري باتت واضحة في الأشهر الأخيرة ولا سيما أثناء محاولته تشكيل الحكومة حيث رفض الإجتماع مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل رفضاَ تاماً، وبات بينه وبين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع “ما صنعه الحداد”. وبالتالي فإن تحالفه مع فرنجيه ستكون له تداعيات سلبية جداً في أكثر من موقع انتخابي.
قد يُقال إن تيار المستقبل لم يعد له التأثير القوي على الناخبين السنّة في دوائر محافظتي الشمال وعكار ولكن الواضح جداً أنه في أسوأ الحالات يبقى حضوره (وحتى الساعة) مؤثراً بنسبة 60% بين الناخبين السنة الذي يبلغ تعدداهم اكثر من عشرين ألف صوت، انتخب منهم النصف في انتخابات العام 2018 في أقضية زغرتا والكورة والبترون وبشري حيث لا يوجد مرشح سني، وحيث لم تستطع أي مرجعية سياسية أن تنتزع من المستقبل هذا التاثير، اللهم الاّ إذا ظهرت أي مرجعية(كالسيد بهاء الحريري مثلاً) الأمر الذي يؤدي إلى تشتيت قسم من تلك الأصوات.
وبانتظار تبيان ألوان الخطوط سيشكّل أي تحالف بين المستقبل والمرده هاجساً لجميع الأطراف الباقية، ففي محافظة عكار استطاع التيار البرتقالي وحزب القوات حجز مقعد نيابي لكل منهما من طائفة الروم الأرثوذكس في الانتخابات الأخيرة بفضل دعم المستقبل، وكذلك كان الأمر بالنسبة للتيار الوطني الحر في قضاء الكورة، أما كيفية إنتخاب السنّة في قضاء البترون حيث الملعب المحوري للنائب باسيل فستكون له حيثيات مختلفة وربما مؤلمة.
الثابت أن نوعية التحالفات في الأشهر القليلة المقبلة ستؤدي بالتأكيد إلى معادلات جديدة في إنتخابات محافظتي الشمال وعكار والتي سترسل إشارات واضحة إلى شخصية رئيس الجمهورية المقبل المقررة انتخاباته في صيف أو خريف العام المقبل!
مرسال الترس